21‏/12‏/2011

متعة الاستحمام في خطر

منذ أمد بعيد و نحن نعي تماماً أن الهواء و
الماء المحيطين بنا في حياتنا اليومية بلا شك مأوي ترتع فيه أنواع الكائنات الحية
الدقيقة كافة. و من حسن الحظ الإنسان أن معظم هذه الكائنات "حميدة" بل و
حتي غير المؤذية منها تنجرف في

مياه الصرف دون تسبب سوءاً لأحد.


و يا ليت الأمور سارت هكذا. فلسوء الحظ تمكن
فريق من الباحثين بقيادة نورمان بيس من جامعة كولورادو في بولدر من التوصل في
تقرير لهم في صحيفة Proceedings
of the National Academy of Sciences إلي أن هناك خطراً
محدقاً ببعض الناس جراء الاستحمام تحت الدش. و بدأ العمل عندما أخذوا عينات من
شريط حيوي تراكم داخل فوهات دش الإستحمام من 45 موقعاً في تسع مدن أمريكية و قاموا
بتحليل المادة الجينية بها.


و كم كانت دهشتهم. إذ عثروا في بعض العينات
التي حصلوا عليها علي تركيزات عالية من ميكروب يعرف بأسم المتفطرة الطيرية (Mycobacterium
avium) (و هو قريب من الفيروس الذي يسبب الدرن) بل و بإمكانه أن يسبب
إعتلال الجهاز التنفسي. و الغريب أنهم أكتشفوا ذلك في مياه الصنبور، بيد أنه ظل
بلا ضرر حتي تحول إلي رذاذ و إستُنشق- و هذا بالضبط عين ما يحدث عندما ينهمر الماء
المحمل بجرثومات البق بضغط عال من خلال فوهة دش الإستحمام. و الخطر يكمن هنا عندما
نستنشق الجسيمات الدقيقة.فأنها تدخل إلي الرئة و حينئذ تبدأ في إحداث العدوي.


و التساؤل الأن: هل يدعو هذا إلي القلق؟ هذا
ما ينفيه دكتور بيس بالنسبة للأصحاء. غير أن الأمر يختلف بالنسبة لأصحاب الجهاز
المناعي الضعيف أو أولئك المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض الرئوية- كالكبار مثلاً-
فهؤلاء ممن يتعين عليهم توخي الحذر و أخذ الحيطة من أمرهم. و مع كل هذا، فلن يجدي
تنظيف فوهات دش الإستحمام بالغسل: لأن الميكروبات تعرف طريقها للعودة جيداً من
خلال الماء الجديد المتدفق من الدش.


ما الحل إذن؟ المخرج من هذا الموقف يكمن
ببساطة في أن تستبدل بفوهات دش الإستحمام البلاستيك المعرضة لغزو جرثومات البق
أخري من المعدن. و يعلق الدكتور بيس بأن هذا الحل من شأنه أن يدي إلي تدفق الماء
قليلاً ليتخلص من بعض المادة اللزجة في فوهات دش الإستحمام. إلا أن هذا أيضاً من
الممكن أن يترك المستخدم معرضاً للرذاذ المتكون بفعل تدفق الماء الجديد. فليس لديك
عزيزي القارئ الأن سوى أن تستغني عن الدش و تستمتع بحمام صحي علي الطريقة
التقليدية في حوض الإستحمام أو "البانيو".




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق